حين تنطق الأصابع وتبكي الحروف!
عندما يعجز اللسان، لا يصمت الشعور... بل يبحث عن مخرج!، وحين تتلعثم الكلمات في الحنجرة، تُخرِج الأصابع ما اختنق في القلب!، تكتب لا لتشرح، بل لتبكي!، لتصرخ في صمت، وتهمس في ضجيج العالم: "أنا موجوع... فهل من سامع؟"
ما الذي يجعل الإنسان يهرب إلى الورق؟ هل لأن الورق لا يقاطع؟ أم لأنه لا يحكم؟ أم لأنه وحده يحتمل كل الوجع دون أن يُنهك؟ كم مرة كتبت رسالة ولم ترسلها؟ وكم مرة تركت دموعك تنزف على لوحة المفاتيح، لأنك لم تجد من تبوح له؟ وهل تعرف أن بعض الحروف يُكتبها القلب مباشرة، دون إذن من العقل؟
بعض النقاط ليست نهاية جُمل… بل ثقوبًا صغيرة في القلب تتسرّب منها الذكريات، حتى تصل إلى محطات البكاء… وبعض الفواصل ليست لفصل المعاني... بل محاولات يائسة لالتقاط أنفاس نجت من الغرق بأعجوبة، وكأنها تستعير لحظة حياة، فتتشبث بها، قبل أن تنهار من جديد، وقبل أن تعود لتختنق بصمت داخل الصدر.
نكتب لأننا نحتاج أن نعيش من جديد… نكتب لنربّت على أنفسنا عندما لا نجد يدًا حانية!، نكتب لأننا نؤمن أن الشعور حين يُحبس، يموت… وأن الحرف حين يُولد من رحم الألم، يصبح صادقًا حدّ الخلود، لذا، لا تستهِن بما تُسطّره يدٌ مرتجفة… ربما كانت تلك الكلمات آخر محاولة للبقاء.
وفي نهاية كل سطر مكتوب بالحنين…تبقى دمعة معلّقة على حافة القلب، كأنها تنتظر من يقرأ كي تسقط.
جهاد غريب
أبريل 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق