التغيير والتكيف: رقصة الوجود التي لا تنتهي!
في قلبِ العاصفةِ... حينَ تتطايرُ اليقيناتُ كأوراقِ خريفٍ مرتجف... نتعلّمُ سرّ البقاء: أن نكونَ قابلينَ للتحوّل، دونَ أن نفقدَ ملامحنا.
لا أحدَ يخرجُ من العاصفةِ كما دخلها، لكنّ القليلَ فقط… هم من يعرفونَ كيف يخرجونَ منها، وفي أعينهم ضوءٌ جديد. التغييرُ… ليس خيانةً لما كنّا عليه، بل امتدادٌ له. هو الحكايةُ… حينَ تستيقظُ في فصلٍ مختلف.
تأمّلْ... كيفَ تُعيدُ الطبيعةُ ترتيبَ معانيها كلَّ صباح: الغُصنُ اليابسُ… يصبحُ ظلًا في حكايةِ شجرةٍ أخرى، والمطرُ الذي هدَمَ العُشَّ… حملَ الطيرَ إلى غصنٍ أعلى.
ليست كلُّ التحوّلاتِ رحيمة، لكنها ضرورية… فالأفعى لا تُولد من جديد، إلا حين تترك جلدها وراءها، والبحر لا يهدأ… إلا إذا غيّر حدودَه بنفسه.
لا بأس… إن تعثّرتَ في الخطوةِ الأولى. الفشلُ؟ ليس مقبرةً، بل محاولةُ الحياةِ أن تُعلّمك لغتَها الأصعب. الشمسُ لا تشرقُ لأنَّ الليلَ اختفى، بل لأنها قرّرتْ… أن تُضيءَ رغمًا عنه.
التكيّف؟ ذكاءٌ صامت، وفنٌّ خفي… يعزفُ من انكسارك لحنًا لا يُشبه سواك، ولا يحملُ ندمًا، بل ذاكرةَ نهوض. المرونةُ… ليست في الانحناءِ فقط، بل في أنْ تعرفَ: متى تصمد… ومتى ترحل.
الحكمةُ؟ ليست في الصخرةِ التي تُجابهُ الموج، بل في السفينةِ… التي تعرفُ متى تبحر، ومتى تلقي المرساة. التغييرُ لا يبدأ حينَ تسقطُ أدواتُك، بل حين تتوقّف عن تصديقِ أن ما تعرفه… هو كلُّ شيء.
بعضُ الرحلاتِ لا تحتاجُ أمتعة، بل تحتاجُ خفّةَ القلب… واستعدادًا لأن تُصغي، لما لم تقله لكَ الطرقُ من قبل.
وإذا تعذّر الطريقُ… لا تسألْ: كم تبقّى؟ بل اسألْ: كيف سأواصل؟ الجبالُ… لا تُقاسُ بقممها، بل بالذينَ لم يستسلموا لصمتِها الطويل.
في النهاية… وحدهم الذين تجرّؤوا على خسارةِ ما ظنّوا أنه "كلُّ ما لديهم"، اكتشفوا أنهم… كانوا يملكون أنفسهم طوال الوقت، ولم يكونوا بحاجةٍ إلى أكثر.
وحينَ تقفُ على حافةِ التغيير، وتأتيكَ الريحُ من كلِّ الجهات، قلْ لها: خذي ما شئتِ… لكن اتركي لي قلبي كما هو، يعرفُ كيف يبدأُ من جديد، حتى لو لم يبقَ منهُ سوى… نبضٍ واحد.
جهاد غريب
أغسطس 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق