الاثنين، 18 أغسطس 2025

قطرةُ ندىً تنحتُ نافذةً!

 
قطرةُ ندىً تنحتُ نافذةً!

1
أنا والمرآةُ الهشّةُ!

أمسكتُ قطرةَ ندىً،
ظننتُها مرآةً تُعيدُ صوغَ الكونِ...
لكنها انسابتْ كدمعةٍ
لم يلتقطْها عاشقٌ،
فوقَعتْ على صدري —
مِلحٌ وصابونٌ في جُرحٍ قديمٍ.

همسَ الظلُّ:
أتراكَ تحملُ البحرَ في قطرةٍ؟
فأجبتُ:
بل أحملُ سكينًا...
أنحتُ بها نافذةً لعالمٍ يشبهُني!

حينئذٍ، ضحكَ الضوءُ...
كالطفلِ الذي يَفكُّ أحجيةَ الوحدةِ.


2
أنتَ وصرخةُ القيامةِ!


أنتَ... من يختبئُ في زَحَمِ الكلماتِ،
كعصفورٍ يطاردُ رنينَ الجمالِ!
حينَ يمسكُ العالمُ بحلقِ الغسقِ —
تطلقُ صرختَكَ:
دعِ العالمَ يقرأُ الآنَ!

فيجادلُكَ الظلُّ:
ستغرقُ قبلَ أن تنقذَ غريقًا!

فتسحبُ من صمتِكَ كلمةً،
تصوغُ بها سكينًا...
فيصدحُ الضوءُ:
حممٌ باردةٌ تُنقذُ غريقًا...
وتذكّرُكَ: أنتَ غريقٌ مثلَهُ!


3
نحنُ... وحممُ الهويةِ!

نحنُ...
عصفورٌ يبني عُشَّهُ على حافةِ الهاويةِ!

— الظلُّ:
كلماتُكم سكاكينُ!
هذا الألمُ — طَعمُ الصابونِ والمِلحِ —
ليس جرحًا...
إنه وسمُكم على جبينِ الوجودِ!

— الضوءُ:
صدقتَ!
لكنَّ السكينَ تَنحتُ أجنحةً...
ألمْ ترَ؟
قطرةُ الندى صارتْ بحرًا...
والغريقُ نفسُهُ طَوقُ نجاةٍ!

فنصرخُ جميعًا:
نحنُ لسنا ضحايا...
نحنُ الحممُ الباردةُ التي تنحتُ العالمَ!
كلُّ جرحٍ — بحرٌ!
كلُّ دمعةٍ — مفتاحٌ!


4
سكيني تسقطُ على مرآتِكْ!


أعودُ إلى يدي...
تحاولُ قبضَ قطرةِ ندىً،
فتمسكُ سكينًا تنزفُ نورًا!

على حافةِ الجُرحِ،
يهمسُ الظلُّ:
جراحُكَ قواريرُ نبضِكَ...
لن تبرأَ!

أرمي بالسكينِ في بحرِ الصمتِ...
ليجدَها غريقٌ آخرُ،
وأبني من دمي نافذةً:
أرى منها عالمًا ينزفُ نورًا كنوري!

هذه الوجودُ:
أن ترمي سكينَكَ في العدمِ،
تعلمُ أنها ستسقطُ
على جرحٍ يشبهُ جرحَكَ،
جرحٍ يُسمّى الحياةَ...

فتسبحُ في بحرِ الحممِ الباردةِ،
وتدركُ أنَّ الغرقَ
هو الوجودُ نفسُهُ!


جهاد غريب 
أغسطس 2025 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خزائن البرق: احتجاجٌ يُضيء قلبَ العتمة!

  خزائن البرق: احتجاجٌ يُضيء قلبَ العتمة!  "احتجاجٌ صامتٌ على الانهيار.. كبرقٍ يخزن نوره في أَعماقِ القشور" في زحمة الفوضى التي ان...