الخميس، 10 يوليو 2025

حرفٌ عاد ليُصبح لغة!

 
حرفٌ عاد ليُصبح لغة!

ولدتُ من صدأ القيود.
كل كسرٍ كان مخططًا لوشم النور على جسد الزمن البائس.
أجمع أشلائي كحروفٍ تتبنّى اعتراف الوجع،
وأصالح ظلالي..
كأن الحزن صار لغتي السرية لفهم الأعماق.

أرقص مع أطباق المرايا
خلف الحروف..
أزيح الغبار عن مرايا الروح،
وأرقص مع الأشلاء المتناثرة..
كل جرحٍ مفتاح،
وكل كسرٍ يفتح بابًا لسرٍّ كان يخشى النبض،
ويمنحني جرأة الكشف
إلى غرفةٍ مطموسةٍ فيّ.
أنا الأشلاء والملك،
أولّد نفسي كلما انكسر الوقت.

النار التي تحرقني
لا يشعر بلهيبها إلا مَن أمسك يدي
عند حافة الانهيار.
وأنا..
أكتب فلسفتي بحبر الهشاشة،
وأرقص على حدّ الشفافية.

القهوة تذوب فيها أسراري..
تسكب صمتي في فضاء الكؤوس،
وروحي تلقنني لغة الأشياء المطموسة:
"أنتَ وقتٌ يتسرّب من أصابع الكون الخاطئ..
لكنك بضفّةٍ تستحق الوجود".

تذيب القهوة ما لم تجرؤ عليه الأيام،
والروح تهاتف بسرٍّ كان يخشى الإفصاح.
أحضن طفولتي المغيّبة،
أراقصها بين القبلات والاعتراف،
أنظف جروحها بإصبع الفخر،
وأرسمها نجمةً على جبين الوجع.

وجودي..
مصباح يُشعل في قاع غرفة الزمن الخاطئ،
حين تعبر الذات حدّ الأسى
إلى ضفّة البقاء.

النار تتسلل من عيوني..
لا يدرك حريقها إلا من رأى العشب ينبت من جروحي،
من مسح دمي وقرأ فيه ملحمةً للشجاعة.
أنا..
أكتب بحبرٍ من رماد المحاولات،
أرسم خرائط الأسى على جلدي،
وأرقص على حبلٍ ممدودٍ بين:
"أنا لستُ كفايةً"..
و"أنا الكافي".

الحضن الكبير
يجب أن يكون اتساعه كاتساع الكون حين يبكي،
حضنًا يليق بعظمة انهياراتي!
والقبلة على الجبين
ليست إلا وسامًا أرفض أن أنزعه..
بقيّة نجمةٍ تسكنني.
لأقول لروحي وهي تعبر حدّ العتب:
"أنتِ البقاء الذي يليق بكل هذا الوجود..
حتى الكسر يطلبكِ..
أنتِ الجمال الذي يتعثّر فيه الفناء".


جهاد غريب 
يوليو 2025 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حرفٌ عاد ليُصبح لغة!

  حرفٌ عاد ليُصبح لغة! ولدتُ من صدأ القيود. كل كسرٍ كان مخططًا لوشم النور على جسد الزمن البائس. أجمع أشلائي كحروفٍ تتبنّى اعتراف الوجع، وأصا...