انكساراتُ... الضوءِ البارد!
في الأعماقِ،
حيث تنكسرُ المرايا على حافةِ الصمت،
تولدُ الأسئلةُ كنُدوبٍ قديمة...
تلمع في الظل.
هناك،
حين يتوقّف الزمنُ عن عدّ أنفاسه،
يُصبحُ السقوطُ... تحليقًا،
ويغدو الضياعُ طريقًا...
إلى بيتٍ لم تعرفه من قبل.
كل شيءٍ هنا،
يقطرُ شفافيةً مؤلمة:
الجدران زجاجية،
الأصوات تتدلّى كقطرات ندى،
على خيط الفجر.
حتى الضوء...
الذي كان يدفأُ ككفٍّ حنون،
صار باردًا،
كشَفرةِ ماضٍ لم يُدفن بعد.
في هذه العزلة الشفافة،
حيث لا أحد،
سوى صدى نفسكَ المُتعب...
تُدرك أن الحقيقة،
ليست سوى جرحٍ تعلّم الغناء.
الكلمات؟
كلها تسقط الآن،
كسُتراتٍ مبلولةٍ في خريفٍ داخليّ.
اللغة تعجز...
لكن الصمت؟
يبدأ بنحت كيانٍ جديد،
من رحم الفراغ.
هل سمعت يومًا صوت الظل،
حين يتحوّل إلى مرآة؟
هل رأيتَ الذكريات،
وهي ترسو كسفنٍ ساكنة،
على سطحٍ متجمّد...
تنتظر ذوبانًا... لن يأتي؟
في اللحظة التي تظنّ أنك انكسرت للأبد،
يخرج من بين عظامك...
نداءٌ خفيّ،
يقودك إلى حافة الوجود.
وهناك...
حيث لا شيء يُمكن الوقوف عليه،
تتعلّم أن تكون هواءً...
لا ينكسر.
الانهيارُ الهادئ؟
ليس نهاية...
بل فجرٌ ينسج نفسه بخيوط عنكبوت رقيق.
كل من يذوب ظلّه لا يختفي...
بعض الأرواح،
لا تُولد إلا بعد أن تمرّ في النار... كقطع الزجاج.
وفي النهاية...
حين تُلملم الأشياء نفسها،
وتصبح اليد التي تمسكها... خاوية، خفيفة،
ينساب دفءٌ غريب،
كدمعةٍ... لم تسقط.
ربما... لأنك أخيرًا،
فهمت.
كل هذا السقوط،
لم يكن سقوطًا...
بل كان رحيلًا...
إلى بُعدٍ آخر،
في نفس المكان.
جهاد غريب
يوليو 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق