قلبٌ يكتبُ... كي لا يختفي!
"تأملاتٌ في فلسفةِ... المهزومين"
كان ينبغي لي...
أن أشتري نظارةً جديدةً منذ زمن.
ربما، لو فعلت،
لما ظننتُ أن سرابَكِ واحة،
ولما جررتُ أذيال حلمي على رمالٍ تلظى،
ككائنٍ صغير...
يتشبث بذيله كأنه حبل نجاة.
لكنني ـ كالعادة ـ
اخترتُ أن أكون:
فيلسوفَ العشقِ المُفلس...
أدرسُ طبيعةَ الوهم،
بينما تنزف قدماي على شظايا الزجاجِ...
الذي كسرتِهُ أنتِ... ببرود.
تخيّلي...
أنكِ تدخلين غرفتي فجأة،
فتجدين جسدي معلقًا...
على حائطٍ من دموع!
لوحةٌ وجودية،
تُجسّد لحظة انتحار الروح،
أمام مرآة الحب.
الجثة تبتسم ـ بالطبع ـ
لأنها تعلم أنكِ ستسألين:
"لماذا ارتدى سترةً بهذا اللون الباهت؟"
أنتِ لا تهتمين أبدًا،
بأنه كان يرتدي قلبه على كُمّه... طوال الوقت.
وربما، حين حدّقتُ في انعكاسكِ
الذي لم يعد يراني،
لم أعد أبحث عن تفسيرٍ فيكِ...
بل وجدتني أفتش في ملامحي أنا،
عن شيءٍ... ضاع منذ زمن.
تذكرتُ:
كم مرةً بحثتُ في عينيكِ عن خلاص،
بينما كنتِ تبحثين في ابتسامتي... عن سبب للغياب.
عندها فقط،
أدركتُ ـ متأخرًا ـ
أن اللعبة لم تكن مشهدًا دراميًا...
بل حياةً كاملة،
نراهن عليها...
في محطةٍ لم تُوجَد قط.
الحب؟
هو أن تدفعَ كل ما تملك،
ثمنًا لتذكرة قطار...
ثم تكتشف أن المحطة كلها... وهمية.
لكننا نستمر في الصف...
لأننا كبشر،
نؤمن أن الخداع الجماعي...
يشبه الديمقراطية:
كلنا نعرف أنها مربكة،
لكننا نُصفق...
كي لا نضطر للاعتراف بالهزيمة.
وكلما طال الانتظار،
ازددتُ يقينًا...
أن الحظ ليس غائبًا،
بل كان يجلس يراقبني... ويضحك.
وفي أحد الأيام،
قررت أن أجري حوارًا مع حظي العاثر.
سألته:
"لماذا تختارني دائمًا ضحية؟"
فضحك...
وقال: "لأنك الوحيد الذي لا يشتري!"
ثم ناولني كوبًا من المُر،
فشربتُه مبتسمًا،
ظننتُه قهوة.
هكذا يعلّمنا العارف،
أن السكران...
لا يُفرّق بين العلقم والنبيذ.
ومن ذلك الضحك،
تولد داخلي صورةٌ للفراق،
لا تشبه النهايات المعتادة.
لوحةٌ من رماد...
يحاول أن يشتعل... رغم فقدانه لروحه.
لو كان لي أن أرسم فراقنا،
لرسمتُ حديقةً من الشموع المُطفأة،
تنبتُ بينها أزهارٌ بلا رائحة.
في المنتصف...
يقف رجل،
يحاول إشعال النار بأضلاعه،
بينما تمرين أنتِ، كظلٍ بلا جسد،
تسحبين الهواء من حوله...
ثم تهمسين،
وكأنك لا تدرين...
أن الهواء الذي سحبتيه،
هو ما كان سيشعلُه.
نحن كائنات مهووسة بالمعنى.
نبحث عنه حتى في ركام انكساراتنا.
نزين الألم بشيءٍ من البلاغة،
ونكتب القصائد على جدران السجن...
كي نخدع أنفسنا أننا أحرار.
نحن لا نُقر بأننا نحب سجاننا،
بل نقول:
نكتب له...
كي نغويه إلى باب الهروب.
وهكذا،
يتحوّل العشق إلى فلسفة المهزومين:
ننزف...
كي نثبت أننا لم نمت بعد.
ونُعلن عن حضورنا الأبدي... بالغياب.
نُغلق الأبواب خلفنا...
كي يسمعوا صوت الرحيل.
لا لأننا نريد الذهاب،
بل لأننا نرجو...
أن يركض أحدهم خلفنا.
ولو لمرة...
واحدة.
جهاد غريب
يوليو 2025
كان ينبغي لي...
أن أشتري نظارةً جديدةً منذ زمن.
ربما، لو فعلت،
لما ظننتُ أن سرابَكِ واحة،
ولما جررتُ أذيال حلمي على رمالٍ تلظى،
ككائنٍ صغير...
يتشبث بذيله كأنه حبل نجاة.
لكنني ـ كالعادة ـ
اخترتُ أن أكون:
فيلسوفَ العشقِ المُفلس...
أدرسُ طبيعةَ الوهم،
بينما تنزف قدماي على شظايا الزجاجِ...
الذي كسرتِهُ أنتِ... ببرود.
تخيّلي...
أنكِ تدخلين غرفتي فجأة،
فتجدين جسدي معلقًا...
على حائطٍ من دموع!
لوحةٌ وجودية،
تُجسّد لحظة انتحار الروح،
أمام مرآة الحب.
الجثة تبتسم ـ بالطبع ـ
لأنها تعلم أنكِ ستسألين:
"لماذا ارتدى سترةً بهذا اللون الباهت؟"
أنتِ لا تهتمين أبدًا،
بأنه كان يرتدي قلبه على كُمّه... طوال الوقت.
وربما، حين حدّقتُ في انعكاسكِ
الذي لم يعد يراني،
لم أعد أبحث عن تفسيرٍ فيكِ...
بل وجدتني أفتش في ملامحي أنا،
عن شيءٍ... ضاع منذ زمن.
تذكرتُ:
كم مرةً بحثتُ في عينيكِ عن خلاص،
بينما كنتِ تبحثين في ابتسامتي... عن سبب للغياب.
عندها فقط،
أدركتُ ـ متأخرًا ـ
أن اللعبة لم تكن مشهدًا دراميًا...
بل حياةً كاملة،
نراهن عليها...
في محطةٍ لم تُوجَد قط.
الحب؟
هو أن تدفعَ كل ما تملك،
ثمنًا لتذكرة قطار...
ثم تكتشف أن المحطة كلها... وهمية.
لكننا نستمر في الصف...
لأننا كبشر،
نؤمن أن الخداع الجماعي...
يشبه الديمقراطية:
كلنا نعرف أنها مربكة،
لكننا نُصفق...
كي لا نضطر للاعتراف بالهزيمة.
وكلما طال الانتظار،
ازددتُ يقينًا...
أن الحظ ليس غائبًا،
بل كان يجلس يراقبني... ويضحك.
وفي أحد الأيام،
قررت أن أجري حوارًا مع حظي العاثر.
سألته:
"لماذا تختارني دائمًا ضحية؟"
فضحك...
وقال: "لأنك الوحيد الذي لا يشتري!"
ثم ناولني كوبًا من المُر،
فشربتُه مبتسمًا،
ظننتُه قهوة.
هكذا يعلّمنا العارف،
أن السكران...
لا يُفرّق بين العلقم والنبيذ.
ومن ذلك الضحك،
تولد داخلي صورةٌ للفراق،
لا تشبه النهايات المعتادة.
لوحةٌ من رماد...
يحاول أن يشتعل... رغم فقدانه لروحه.
لو كان لي أن أرسم فراقنا،
لرسمتُ حديقةً من الشموع المُطفأة،
تنبتُ بينها أزهارٌ بلا رائحة.
في المنتصف...
يقف رجل،
يحاول إشعال النار بأضلاعه،
بينما تمرين أنتِ، كظلٍ بلا جسد،
تسحبين الهواء من حوله...
ثم تهمسين،
وكأنك لا تدرين...
أن الهواء الذي سحبتيه،
هو ما كان سيشعلُه.
نحن كائنات مهووسة بالمعنى.
نبحث عنه حتى في ركام انكساراتنا.
نزين الألم بشيءٍ من البلاغة،
ونكتب القصائد على جدران السجن...
كي نخدع أنفسنا أننا أحرار.
نحن لا نُقر بأننا نحب سجاننا،
بل نقول:
نكتب له...
كي نغويه إلى باب الهروب.
وهكذا،
يتحوّل العشق إلى فلسفة المهزومين:
ننزف...
كي نثبت أننا لم نمت بعد.
ونُعلن عن حضورنا الأبدي... بالغياب.
نُغلق الأبواب خلفنا...
كي يسمعوا صوت الرحيل.
لا لأننا نريد الذهاب،
بل لأننا نرجو...
أن يركض أحدهم خلفنا.
ولو لمرة...
واحدة.
جهاد غريب
يوليو 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق