الصمت الذي يبني العوالم!
هل سمعتَ يومًا صمتًا يهزُّ الكون؟
صمتًا لا يخونُ الكلمات، بل يخلقُها من أعماقِ العتمة...
ثمّة صمتٌ يشبهُ خذلانًا خفيًّا للنفس،
لا يسمعُه أحدٌ... لكنّه يوجعُك وحدَك.
وحين يطولُ، لا يُبقي شيئًا كما كان؛
يبتلعُ النورَ من عينيكَ، والحياةَ من صوتِكَ.
فهل نبقى أسرى هذا الصمت؟
أم نتحوّلُ أخيرًا إلى مَن يزرعونَ الأثرَ، لا إلى مَن يراقبون؟
حتى الهمسةُ... حين تؤمنُ بها، تكبرُ،
وتصيرُ جسرًا يعبرُ عليه الحالمونَ نحو التغيير.
لذا...
لا تنتظرْ.
فالتاريخُ لا يكتبُ نفسَه.
اصنعْ من صمتِكَ حجرًا،
ومن فعلِكَ زلزالًا.
الضوءُ لا يولدُ من الكلامِ،
بل من شرارةِ الفعلِ حين تشتعلُ في العتمة.
اكتبْ بصمتِك، واصرخْ بفعلِك.
فالعالمُ لا يتذكّرُ مَن قالَ أكثرَ،
بل يتذكّرُ مَن فعلَ الأفضلَ.
لا تبقَ هناكَ... حيثُ لا يراكَ التاريخُ.
التاريخُ لا يُنصتُ كثيرًا،
بل يُدوّنُ أسماءَ الذينَ تحرّكوا،
ويتركُ الذينَ همسوا بالحقِّ ثمّ اختبأوا.
يذكرُ أولئكَ الذينَ حوّلوا صمتَهم إلى مطرقةٍ،
وهمساتِهم إلى أعاصيرَ!
الصمتُ الجميلُ لا يبني عالمًا...
العوالمُ تُبنى حين يتحوّلُ الصبرُ إلى حركةٍ،
والنيةُ إلى خطوةٍ أولى.
لنكنْ كالنجومِ...
تُضيءُ بالصمتِ، لكنّها تحرقُ الظلامَ بثباتِها.
وسيأتي يومٌ...
حين ينظرُ الكونُ إلى صمتِك فيدهشُ:
"كيف استطاعَ قلبٌ واحدٌ أن يملأَ الفراغَ بهذا الضجيجِ الجميل؟!"
لذا...
لا تتركْ للصمتِ أن يكونَ قفصًا،
بل اجعلْهُ أجنحةً...
فالعالمُ ينتظرُ أن تعلوَ به نحوَ الضوء.
جهاد غريب
أبريل 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق