العطاء المتوازن… سرّ التألق الإنساني!
الإنسان المتّزن لا يُفرِط في الأخذ، ولا يستنزف ذاته في العطاء!، هو ذلك الكائن الذي تنساب من قلبه أنهار من محبةٍ لا تُقاس، ورحمةٍ لا تُشترى، فيمنح بحب، ويأخذ بامتنان، وكأن الحياة رقصة متكاملة لا تكتمل بخطوة واحدة.
أما الذي يأخذ دون أن يمنح، أو يمنح حتى يفرغ دون أن يتلقّى، فهو يشقّ نهر إنسانيته بسكين الغفلة!، هناك، حيث يختل ميزان الروح، ويضيع البهاء الذي جُبلنا عليه، فالعطاء لا يكون جميلًا إلا إذا عاد دفئه إلى القلب، واستقبلنا كما استجبنا، وامتلأنا كما أفرغنا.
فلنعد إلى ذواتنا، لا كمن ضلّ ثم عاد، بل كمن استيقظ فجأة على نور داخلي يقول له: "أنت خُلقْت لتكتمل، لا لتتآكل!"، لنمنح العالم نسخًا نقيّة منا، نحب فيها بحبٍّ لا يعلّقه شرط، ونُضيء حياة من نحب بأفعال لا تنطفئ في زوايا الوقت.
لنجعل من أرواحنا وهجًا يُلهم، ومن قلوبنا جسورًا تمتد بيننا وبين الآخرين!، أن نترك في كل قلب عبرناه أثرًا لا يُنسى، وفي كل لحظة مررنا بها بصمةً من نور.
أما الحقيقة؟ فهي ليست مرآة مشروخة نكسرها إن لم تُرضِنا، بل شمسٌ علينا أن نكشف عنها الغيم، لا أن نطفئها بحججٍ واهية!، هي لا تختبئ إلا حين نغرقها نحن في بحور الخوف والادّعاء، وحين نبرر الزيف بطبيعتنا البشرية، وننسى أن تلك الطبيعة خُلقت أصلًا للعطاء، وللاحتواء، وللنور.
فلنكن كما أرادتنا فطرتنا: أنقياء في الحب، متّزنين في العطاء، حقيقيين في الوجود، فإن العالم لا يحتاج منا إلا أن نكون… كما نحن حين نكون الأفضل منّا.
فابدأ من اليوم، كن نهرًا رقراقًا يتدفّق حبًا وصدقًا واتزانًا، ولا تسمح للخذلان أن يُغلق قلبك، ولا للعطاء أن يُفنيك!، ازرع وجودك أثرًا، وكن أنت السبب في اتزان هذا العالم الصاخب…
فأجمل ما نتركه خلفنا، ليس ما نملكه، بل ما أحييناه في قلوب الآخرين.
جهاد غريب
أبريل 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق