قصيدة تمشي على الأرض!
ماذا لو
كانت الحياة قصيدةً لا تُقرأ.. بل تُحيا؟! ليست كل الأبيات تُكتب بالحبر، ثمة أقدام
تنسجها على رصيف الزمن، وخطواتٌ تهمس بقوافٍ لا يسمعها إلا من أصغى بقلبه قبل أذنيه..
كقصيدةٍ وُلدت من ضجيج الشوارع، لا من صمت الأوراق!
بعض الخطوات تُغنّي قبل أن تصل، كأنها نوتاتٌ تسبق اللحن.. وأحيانًا.. تكون أقصر القصائد مجرد نظرة، أو ظلّين يلتقيان تحت شمسٍ واحدة!
ثمة جُمل لا تُقال، بل تُخاط على أيامنا بإبرةِ الوقت.. تُنطقها طريقةُ العناق، ودفءُ الحضور، وصمتٌ يفهمه من كان ينتظر كلمةً، فجاءه الفعلُ كرسالةٍ مكتوبة بمداد القلب!، لذا.. فأجمل الكلام ليس ما كُتِبَ بالحروف، بل ما كُتِبَ بالحياة.
الكلمات تموت إن لم تمشِ.. تصير مثل أوراق الخريف: عباراتٌ لا ظلَّ لها في الواقع، تطويها رياح النسيان، وحدها الكلمات التي تمشي.. هي التي تُزهر في الذاكرة كشجرٍ دائم الخُضرة!
حين تتحول النوايا إلى خطواتٍ ملموسة، يصير الصدقُ قصيدةً جديدة.. لا تحتاج إلى وزنٍ ولا قافية، بل فقط إلى قلبٍ يعرف طريقَها!
النوايا تُفهَم.. لكنّ الفعلَ يُحسّ.. لا يحتاج إلى ترجمة، يكفي أن يحدثَ.. ليقول كلَّ شيء!
لن ترسمني كلماتٌ عابرة.. بل سأكون لوحتك التي خطّتها أقدامك يومًا بعد يوم.. ظلُّك حين تشتدُّ الشمس، وصمتُك حين يملأ الكونَ الضجيج..
هكذا.. حين تصمتُ الشفاه، تتكلّم الأقدام، وحين تتوقّف الحروف.. تبدأ الروحُ في الكتابة!
جهاد غريب
أبريل 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق