بين اللهب والحكايا: رسائل دفء في ليالي الشتاء!
تتجلى في ليالي الشتاء عظمة الطبيعة في بساطتها، فكما
تتساقط الثلوج، لتغطي الأرض برداء أبيض ناصع، كذلك تتساقط الكلمات!، لتغطي قلوبنا
بدفء الحب والعطاء.
في هذا الموسم الذي ينتظره الكثيرون منا، نجد
أنفسنا أكثر قرباً من أحبائنا، نشاركهم همومهم وأحلامهم، ونستمع لقصصهم التي تحمل
بين طياتها حكمة الحياة.
تنساب نفحات الحطب في أمسيات الشتاء معلنة عن
بداية أمسية شتوية دافئة، حيث تجلس القلوب متجاورة تستمد قوتها من وهج النار، وتتراقص
ذكريات الطفولة مع لهيب النار، وكأن كل شراره تحمل قصصاً دفينة في أعماق الذاكرة.
نتأمل في ليالي الشتاء الباردة معنى الوجود،
ونسأل أنفسنا: هل نحن سوى شرارات تتوهج في ظلمات الكون، أم أننا نجوم تتألق
بإشراقها الدائم؟ كالأرض التي تستعيد حيويتها بعد سبات الشتاء، تتجدد أرواحنا في
هذا الفصل، مستقبلة دفء التغيير ونور الأمل.
تمتد ظلال الليل الحانية في ليالي الشتاء، فتُشعل
النيران، ليس فقط لتدفئة الأجساد، بل لإشعال الأرواح بالكلمات والحكايا، وحول
النار المتقدة، ووهج اللهب، يجتمع الأحبة، وتتصاعد أصوات الضحكات، وكأن اللهب ينبض
بأسرارهم، مُنصتين لقرع القلوب بين حديثٍ عابرٍ ومشورةٍ ناصحة.
تذكروا أن الشتاء يأتي ليحمل دعوة خفية: أن نجعل
من هذه الأمسيات محطات لتنقية الأرواح!، ألسنا في حاجة إلى دفء تصنعه قلوب تصفو من
كل ضغينة؟
إذن: لنتخيل الحطب وهو يلتهم غلاً كان يثقل
كواهلنا، أو حسداً كان يظلم أعيننا، فلتكن النار شاهداً على عهود جديدة تُكتب
بيننا وبين السماء، بصفحات بيضاء تملأها أعمال الخير وحفظ الود.
الشتاء يا كرام ليس مجرد موسم!، إنه فرصة.. تحفزنا
على أن نحترس من الأحاديث التي تترك وراءها أثراً من الرماد، ولنزرع بدلاً منها
كلمات تحمل نكهة الحياة وتجدد الأمل.
اجعلوا شتاءكم يا أحبتي..
شهادة للنقاء، ودعوا النار تبتلع صفات لا تشبهكم،
علّها تضيء كل الدروب بنور محبتكم وصفائكم.
جهاد غريب
ديسمبر 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق