أسرار البوح.. حين تتحول الكلمات إلى جروح نختارها بأيدينا!
كم من كلمةٍ أطلقناها بثقةٍ عمياء، فعادت إلينا كسهمٍ مسموم؟ كم من سرٍّ دفعناه إلى آذانٍ ظنناها حصونًا، فإذا بها نوافذُ مفتوحةٌ على عواصف لم نتوقعها؟
هذه ليست قصة خيانةٍ عابرة، بل سيرة علاقتنا مع الكلمة نفسها!، ذلك الكائن الحي الذي نمنحه الحياة حين ننطقه، ثم يفاجئنا بأنه قد ينقلب ضدنا كائنًا متوحشًا. من براءة الطفل الذي يرى في البوح خلاصًا، إلى حكمة الرجل الذي اكتشف أن بعض الصمت ليس انسحابًا، بل تحصينًا لبقايا الروح.
الكِبَرُ والحكمة: حين يصمت القلب لِيُحافِظَ على أسراره!
لم أكتب هذه الكلمات اليوم بحثًا عن تنفيسٍ، فلم أعد ذلك الشخص الذي يلهث وراء فُرَص البوح كي يخفف ثِقل ما في داخله. في سنوات الصبا، كنّا نرى في "الفضفضة" ملاذًا آمِنًا، بل ومتنفّسًا ضروريًا لِما يعتمل في الصدر من ألمٍ أو ضيق. كنّا نؤمن بأن الكلمات تُحرّرنا، وأن الأذن التي تسمعنا هي يدٌ تحمينا.
في تلك المرحلة، لم تكن لدينا أدواتٌ لفهم تعقيدات المشاعر، ولا الخبرة الكافية لنُدرك أن كلمات الضعف قد تتحوّل يومًا إلى سلاحٍ يُوجَّه ضدّنا. كنّا نرى في مشاركة الألمِ راحةً، وفي الكلمات العذبةِ ضمادًا للجروح. كنّا نعتقد أن من يمنحنا أذنًا مُتعاطفةً هو حارسٌ أمينٌ لأسرارنا، وأن البوحَ نافذةٌ نحو الشفاء، لا جسرٌ نحو الخذلان.
لكنّ السنوات علّمتنا. اكتشفنا أن بعضَ من أَفرَشنا لهم قلوبنا، لم يكونوا يسمعون برحمةٍ، بل كانوا يُسجّلون في ذاكرتهم تفاصيلَ هشّةً، قد تُستعاد ذات يومٍ حين تختلّ موازين العلاقة. تعلّمنا أن بعض القلوبَ لا تُحافظ على أمانة السرّ، وأن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي لِحِمايةِ ما نُخفيه.
الفضفضة.. حين يتحول الكلام إلى قيد!
تعلّمنا - ربما بمرارة التجربة - أن البوحَ ليس دائمًا مَخرجًا للحرية، بل قد يصبح قيدًا جديدًا نُضيفه إلى أعبائنا!، فما نُفشيَه من أسرارٍ قد يتبخّر من ذاكرتنا، لكنه يبقى محفورًا في أذهان من سمعوه، وقد ننسى لحظات ضعفنا بعد أن نُصالِحَها، لكننا لا نستطيع ضمانَ أن يفعلَ الآخرون الشيءَ نفسَه.
في الماضي، آمنّا - كأطفالٍ يحملون قلوبهم على الأكفّ - أن الكلامَ يُعطينا الأمان، وأن مجردَ النطقِ بالألم يُذهبه، لكننا لم نكن ندرك أن الشفاءَ الحقيقيَّ لا ينزلُ علينا من سماءِ تعاطف الآخرين، بل ينبثقُ من أعماقنا. من تلك اللحظاتِ التي نعيدُ فيها بناءَ أنفسنا في صمت، نواجهُ فيها أوجاعنا دون شهود، نكتسبُ فيها الحكمةَ التي تميّز بين من يُصلِحُ كلماتهِ مرهمًا لجروحنا، ومن يحوّلها إلى جمرٍ تحت الرماد.
لذلك، لم أعد أبحثُ عن خلاصٍ في كلماتٍ أهدرُها أمامَ أحد. ليس هذا تكبّرًا، بل احترامًا لرحلتي. لم أعد أطلبُ أن يحتويَني أحدٌ بكلامه، بل بسكوتهِ الذي يفهمُني دون حروف. ولم أعد أرى في البوحِ دليلَ ثقةٍ عمياء، بل أرى فيه أمانةً لا يستحقّها إلا من أثبتَ - بوعيهِ ونضجهِ - أنه قادرٌ على حملِ ثقلها.
بوحٌ بمواصفات.. حين تصبح الثقة قرارًا وليس انفعالًا!
لم يعد البوحُ - بعد كل هذه السنوات - مجردَ إفراغٍ عشوائي لمحتويات القلب في أي أذنٍ تسمع. لقد تعلّمتُ أن الكشفَ عن الذات يحتاج إلى أكثر من مجردِ قلبٍ دافئ؛ فهو يقتضي وعيًا حادًا، ومساحةً مُحصّنة، وقدرةً على التمييز بين اللحظاتِ التي تتطلّب الكلام وتلك التي تستحق الصمت. البوحُ ليس هروبًا، بل مسؤوليةٌ توازي مسؤولية حفظ السرّ. وأولُ شرطٍ له أن تكون مستعدًا لتحمّل تبعاته، مهما بلغت ثقلًا.
كما اكتشفتُ أن الثقةَ ليست نبضةً عابرةً نُطلقها في لحظة ضعفٍ أو وحدة!، إنها قرارٌ واعٍ نمنحه فقط لمن أثبتَ - عبر الزمن والأفعال - أنه قادرٌ على حملِ أمانتها. لا تكفي الكلماتُ المعسولة، ولا الإيماءاتُ المتعاطفة، ولا حتى الإنصاتُ الجيد كي نسلّمَ أحدًا مفاتيحَ دواخلنا. فكم من أذنٍ منصتةٍ تختبئ خلفها ذاكرةٌ تعبثُ بالأسرار كأوراقٍ في مهبّ الريح!
الحقيقةُ المُرة أن قلائلَ فقط هم من يمتلكون ذلك النضجَ الذي يجعلهم حصنًا لِما يُقال لهم. أناسٌ يعاملون كلماتك كوديعةٍ مقدسة، لا يتلاعبون بها حتى لو اختلفتم، ولا يتّخذونها سلاحًا حتى لو جُرحوا. قلائلُ مَن يفهمون أن الأسرارَ ليست حكاياتٍ تصلحُ للترفيه، بل شظايا أرواحٍ يجب أن تبقى حيثُ وُضعت.
الصمت.. حين يصبح الاختيار الأخير لإنقاذ ما تبقى منك!
في الحياة دروس قاسية لا تُفهم إلا عندما تتحول الثقة إلى سكين. كم هو مُربك أن تكتشف - بعد فوات الأوان - أن ذلك الكتف الذي اتكأت عليه لم يكن سوى أرشيف مؤقت، وأن تلك الأذن التي أمنتها على أحزانك تحولت فجأة إلى منصة إعدام، تُهدم فيها كل الذكريات بلحظة غضب واحدة.
ليست المشكلة في الهجر أو القطيعة، بل في ذلك التحول المفاجئ من "سرّ بيننا" إلى "سلاح ضدك". إنها خيانة مزدوجة: للأمس الذي انكشف، وللصورة التي رسمتها في مخيلتك عن هذا الإنسان. هناك جراح لا تلتئم لأنها تعرّضت للهواء أمام العيون الخطأ، لا لأنها نزفت كثيراً.
لهذا أصبح الصمت خياري. ليس هروباً من المواجهة، بل إنقاذاً لما تبقى منّي. تعلمت أن أُخضع قلبي لرقابة عقلي، وأن أختبر الأرواح قبل أن أودعها أسراراً. لم أعد أبحث عن أذن تسمعني، بل عن روح تفهم أن الأمانة ليست مجرد كلمات تُقال، بل ميثاق غير مكتوب - يقف صاحبه حارساً لك حتى في غيابك.
ذاكرة الصداقة.. حين تتحول البراءة إلى سيرة ذاتية للمراجعة!
أكتب هذه السطور وأنا أستعيد ذكرى صديقٍ ظننته يوماً أنه سيكون ظلي الذي لا يغيب. تعرّفنا في زمن المدرسة حين كانت الدنيا تتسع بأحلامنا، وكنا نضحك وكأننا اخترعنا الفرحَ من العدم. كنا نروي لبعضنا تفاصيل أيامنا كمن ينسج سجلاً مشتركاً لروحين التحمتا قبل أن تعرفا كيف تكون الخيانات.
كان أول من يسمع فرحي قبل أن يكتمل، وأول من يلمس جراحي قبل أن تدمى. لم أكن أتردد في أن أفرغ له قلبي كما يُفرغ الطفلُ جيوبه من حصى ملونة أمام أمه. كانت ثقتي به أشبه بثقة الأرض بالشمس - لا تحتاج إلى استئذانٍ أو تأكيد. بيتي كان بيته، وضحكة إخوتي كانت ضحكته، وكنا في المناسبات نبدو كشاهدين على أن الأخوة يمكن أن تكون مصنوعة من اختيار القلب لا من دماء القرابة.
حملنا أحلاماً طفولية كفراشات لا تعرف أن في العالم زجاجاً. خططنا أن نعبر الحياة معاً كرفيقَي درب لا يفترقان، أن نكتب قصص نجاحنا بنفس الحبر، أن نكبر معاً دون أن ننسى كيف نلعب. تلك الأحلام التي نكتشف لاحقاً أنها كانت جميلةً فقط لأنها لم تصطدم بواقعٍ قاسٍ بعد.
كل ذاكرة معه كانت تبني في داخلي يقيناً أن بعض العلاقات تُولد محصّنة ضد النهايات... لكن الزمن أثبت أنني كنتُ ساذجاً، أو ربما كنتُ مؤمناً بالطِيْبَة وبالبساطة أكثر مما يجب.
الخيانة.. حين يتحول الصندوق المقدس إلى سلاح في العراء!
لكن الحياة - بسخريةٍ قاسية - كانت تختزن لي درساً لم أكن مستعداً له. حين اختلفنا ذلك اليوم، في خلافٍ بدا عادياً كأي نزاع بين أصدقاء، لم أتخيل للحظة أن رياحاً عابرةً ستتحول إلى إعصارٍ يقتلع جذورَ عشرين عاماً من الثقة. فجأةً، انفتح ذلك الصندوق الذي أودعته كل أسرار روحي، لا بحثاً عن حلّ أو تفاهم، بل بدافعٍ أشبه برغبةٍ مَرَضيةٍ في التشفي والانتقام.
نشر كلماتي التي قالها له قلبي الطيب، كما ينشرُ التاجرُ بضاعته الرخيصة في السوق. كل همسةٍ ثقةٍ، كل دمعَةِ ضعفٍ، كل اعترافٍ بريءٍ - حوّلها إلى عملةٍ زائفةٍ يتداولها إخوتي وأقرب الناس. لم يتردد لحظةً في كسر ذلك الميثاق غير المكتوب الذي يقول: "ما يُقال في ظل الثقة يموت حيثُ قيل". لم يكن هناك ذرة وفاءٍ تكبح لسانه، ولا ذكرياتٌ تردعه عن خيانةِ كل تلك السنوات.
في ذلك الوقت، كنتُ لا أزال ساذجاً أعتقد أن القلوبَ كلها تحملُ نفس المروءة. لم أكن أعرف أن بعض النفوسَ تختزنُ أسرارك كرصيدٍ استراتيجيٍ لساعة الغضب. كنتُ أؤمن - ببراءةٍ موجعة - أن الناسَ كالأشجار، كلما تعلقتَ بها أكثر، زادت ظلالُها حمايةً. لكني اكتشفتُ أن بعضهم مجرد خيامٍ مهترئةٍ، تسقطُ عند أول هبة ريح، وتتركك عارياً في العاصفة.
الندم.. حين تكتشف أن الكلمات أسلحة ذات حدين!
ولعل القسط الأكبر من الألم لم يكن في الخيانة ذاتها، بل في ذلك الإحلال الجارح الذي تسلل إلى روحي: خجلٌ من ذاتي! كيف أمكن للبصيرة أن تعمى إلى هذا الحد؟ كيف منحتُ مفاتيح قلبي بكل سهولة لمن لم يكن يستحق حتى نظرة عابرة؟ كيف كشفتُ أعماقي لمن ظننتُه سطحاً آمناً؟
نعم، اكتشفتُ الحقيقة مبكراً، لكن ليس مبكراً بما يكفي لإنقاذ طفولتي التي تحطمت في تلك اللحظة. بعض الجروح لا تحتاج سوى ثانية واحدة لتحدث، لكنها تحتاج إلى عمرٍ كاملٍ لالتئامها. كانت تلك الخيانة بمثابة الخط الفاصل بين عالمين: عالم الطفل الذي رأى الدنيا حديقةً مغلقةً للأسرار الآمنة، وعالم الرجل الذي أدرك أن بعض القلوب قد تكون أقفاصاً مسننةً تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض.
منذ ذلك اليوم، بدأت مرحلةٌ جديدةٌ من الوعي. صرت أتعامل مع الكلمات كما يتعامل الكيميائي مع موادّه: بقياسات دقيقة، ووعي تام بأن أي تسرع قد يُحدث انفجاراً لا يُحتمل. تعلمتُ - ربما متأخراً - أن الكلمة بمجرد خروجها من الفم، تتحول إلى كيان مستقل. لا تعود ملكاً لصاحبها، بل تصبح رهينةً في ذاكرة الآخرين، قابلةً للتحول إلى سكين أو شفرة أو حجر عثرة في أي لحظة.
البوح لم يعد ذلك الفعل العفوي الذي كنتُ أعتقده. لقد أصبح مسؤوليةً أخلاقيةً تتطلب إجابات صارمة: من هو المستحق حقاً لأن يرى عراءَ روحك؟ هل سيحمل هذه الأمانة أم سيتاجر بها؟ الكلمات التي نلقيها في لحظة ضعف قد تتحول إلى سُحب سامة نستنشقها لاحقاً في غرفة الندم المغلقة.
حكمة التجارب.. حين تصبح العزلة ملاذًا والثقة امتحانًا متكررًا!
التجارب.. تلك المعلّمة القاسية التي لا تمنحك كراسة تعليمات، بل تدفعك إلى ساحة الاختبار ثم تتربص بك. لا ترحمك إن تعثرت، ولا تكافئك إن نجوت، لكنها - في كل الأحوال - تنحتك نحتًا. علمتني أن الصمت قد يكون أحيانًا أقوى بيان، وأن الحذر ليس جبنًا، بل بوصلةُ نجاةٍ في عالمٍ يخلط بين الثقة والسذاجة.
أصبحت اليوم أرى في العزلةِ رفاهيةً لا يستطيعها إلا من نضج. صار صمتي لغتي الثانية، أتحدثها عندما يعجز الآخرون عن فهم معنى "الاحتفاظ بالكلام". لم أعد أخشى الوحدة، بل صرتُ أجد في هدوئها مساحةً لأعيدَ ترتيبَ أوراقي بعيدًا عن ضجيج الوعود الهشة، وتلك الآذان التي تلتقط الكلمات لا لتحتويها، بل لتخزّنها كأسلحةٍ في ترسانة المستقبل.
ومع ذلك، جاءت الحياةُ باختبارٍ جديد. ظهر صديقٌ آخرُ كضوءٍ دافئٍ بعد ليلةٍ مطيرة، ملأ ذلك الفراغَ الذي تركه سابقه. لم أبحث عنه، لكنه دخل حياتي كما تدخل أشعة الشمس من نافذةٍ نصف مفتوحة. ظننتُ أن جراح الماضي كفيلةٌ بتحصيني، لكني اكتشفت أن الدروسَ المصيريةَ تعودُ إلينا دائمًا بأقنعةٍ جديدة. كأن الكونَ يقول: "المهمة لم تكتمل بعد".
الاحتلال الهادئ.. حين يتحول الاهتمام إلى استعمار للذات!
لم يكن هذا الصديق من النوع الذي يخون بالأقوال، بل كان خيانته أكثر دهاءً: خيانةً بالوجود. ظهر كـ"حارسٍ" لأسرار لم يُؤتمن عليها، و"مستشارٍ" لم يُستشر. حرصه المفرط على أن يكون "الكتف الذي لا يخور" تحول ببطء إلى قبضةٍ ناعمةٍ تسيطر دون أن تظهر؛ كالماء الذي يتسلل إلى شقوق الصخر، كان يملأ مساحاتي قبل أن أدرك أنني أفرطت في منحه مفاتيحها.
لم يأخذ شيئًا بالقوة، لكنه أخذ كل شيء بالتدريج. أصبح حاضرًا في تفاصيحي كما يكون الظل في عز النهار: في قراراتي التي صارت تحمل بصمته قبل بصمتي، في ترددي الذي صار يستشيره قبل أن أستشير نفسي، حتى همسات ضميري صارت تمر عبر أذنه قبل أن تصل إلى قلبي.
كان يفتح أبوابًا في روحي لم أكن أعرف أنها تحتاج إلى أقفال. يقنعني بكشف ما دفنت، وبمحاولة ما تجنبت، وبقول ما لم أنوِ قوله. كل ذلك مغلفًا بعبارات: "هذا لمصلحتك"، "أنا أعرف ما لا تراه"، "ثق بي". ومع كل خطوة، كنت أتنازل عن قطعة مني دون أن أنتبه.
لكن اللحظة الأقسى كانت حين اكتشفت أنني - بفرط وضوحي معه - صرت شفافًا إلى درجة الاختفاء. لم يعد يقرأ مشاعري فحسب، بل صار يكتبها نيابة عني. الأكثر إيلامًا أنني لم أستطع اتهامه، فكل تدخلاته كانت تحت عباءة الاهتمام. كيف تحارب من لا يحمل سوى ورودًا؟ كيف تشتكي من يدّعي أنها تنظف جراحك بينما تزيدها نزيفًا؟
هنا فهمت الدرس الأخير:
بعض الناس لا يسرقون منك كلماتك، بل يسرقون صوتك الداخلي. لا يهاجمون حدودك، بل يجعلونك تنسى أن لديك حدودًا. يحولونك إلى نسخة منهم عنك، بدل أن تكون أنت.
في النهاية، ندرك أن أعظم الدروس ليست في تعلم من نثق بهم، بل في فهم كيف نثق بأنفسنا أولًا. ربما ليست الخيانات هي ما يجب أن نخشاه، بل ذلك الجزء منا الذي يصرّ على منح الأمانة لمن لا يستحقونها مرارًا.
القلوبُ النقية لا تكف عن الثقة لأنها ضعيفة، بل لأنها تعشق فكرةَ أن العالم يمكن أن يكون مكانًا يستحق الثقة. لكن الحكيم ليس من يغلق قلبه، بل من يتعلم متى يفتحه، ومتى يكتفي بإشراقته الداخلية.
هكذا تصنع الحياةُ منا حراسًا لأسرارنا الأخيرة.. ليس بالجدران، بل بالوعي. ليس بالخوف، بل باختيارٍ واعٍ لأي الأرواح تستحق أن ترى الشمسَ الكامنة في صدورنا.
جهاد غريب
مايو 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق