فنجان قهوة مع الذات:
رحلة إلى أعماق النفس!
يسألونني:
لو قُدّر لك أن تشرب فنجان قهوة مع شخص، من يكون؟ سؤال يحتار العقل في إجابته، لكنني
وجدت الجواب يتسلل بخفة إلى ذهني.
أريد أن
أجلس مع قَريني، تلك الشخصية الغامضة التي تسكن بين الظلال وتعرف عني ما أجهله، ربما
لأكتشف نفسي أكثر، ولأرى انعكاسي الحقيقي في عينين ليس فيهما زيف.
لا أبحث
عن خيال أو مبالغة، بل عن صدق خفي قد يكون مدفوناً في حوار مع ذاتي الأخرى، قد يُخبرني
هذا اللقاء بما أغفلت، وقد يقودني لفهم أعمق لذاتي، أليس من الطبيعي أن نرغب في فهم
أنفسنا بشكل أفضل؟ أن نصبح أكثر صدقاً، وأكثر إيجابية مع من حولنا؟
ربما يكون
هذا الفنجان بداية لقاء يتجاوز حدود القهوة، ليصل إلى أعماق النفس حيث تنام الحقيقة
وتنتظر.
وأحترم
كل من يختار شخصية، ليشرب معها كوباً من القهوة، فمنهم من قال: سأجلس مع العظماء لأعرف
أسرارهم، ومنهم من قال: سأجلس مع العلماء لأتعلم منهم.
وقال آخر:
سأجلس مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأتعلم عن الأخلاق، والدين وثواب الدنيا والآخرة،
وآخرون قالوا: سأجلس مع ذاتي لمحاسبتها وإرشادها إلى الطريق الصحيح.
لكل منا
رؤيته الخاصة، وللكل احترامه فيما يختار، لكنني وجدت أن البداية دائماً تبدأ من معرفة
الذات.
جهاد غريب
يناير 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق