الاثنين، 30 ديسمبر 2024

 

فانتازيا: تقلبات السماء وصفاء الأرواح!

 

في عالم موازٍ، تسكنه أرواح الطقس، كان لكل طقس شخصية خاصة تتفنن في التأثير على البشر.

الشمس، تلك السيدة الواثقة، تنثر دفء الحب والفرح.

الغيم، الحالم العميق، يغطي الأرض برداء التأمل والسكينة.

الرياح، المتمردة المرحة، تُحرك كل شيء لتكسر الرتابة، أما المطر، فهو الشاعر الرقيق الذي يُحيي الروح بألحانه الصامتة.

 

لكن المشكلة كانت في علاقتهم مع البشر، فكلما تقلبوا أو اجتمعوا، ارتفعت شكاوى الناس: "آه، الجو متغير، صداع!"، أو "كيف ألبس اليوم؟ برد وشمس معاً؟".

اجتمعت أرواح الطقس ذات يوم في السحابية الكبرى، وقرروا القيام بحيلة.

في صباح اليوم التالي، استيقظ البشر ليجدوا أنفسهم في طقس مستقر تماماً: لا شمس ساطعة، ولا غيم عابر، لا نسمة، ولا قطرة مطر. يوم رمادي ثابت بامتياز.

مرّت ساعات، ثم بدأت الهمهمات: "أين الشمس؟"، "أشتاق لرائحة المطر"، "أريد نسمة تعبث بشعري!".

عندها أدرك البشر أن السعادة ليست في الاستقرار، بل في التقلبات التي تجلبها الطبيعة، تلك المفاجآت الصغيرة التي توقظ أرواحهم.

 

عاد الطقس ليُغير مزاجه كعادته، وعادت الأرواح لتلعب لعبتها الأبدية.

وبين دفء شمس الصباح ونسمات المساء الباردة، أدرك الناس أن صفاء المزاج ينبع من تصالحهم مع تقلبات الحياة، تماماً كتقلبات الطقس، فالجمود عدو الحياة، والتغيير هو لحنها الجميل.

ختاماً، إذا شعرت بالضيق من الجو، فربما عليك أن تحتسي كوباً من القهوة تحت المطر أو تستلقي تحت الشمس مبتسماً... فالحياة قصيرة، وطقسها دائم التغير.

 

جهاد غريب

ديسمبر 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خزائن البرق: احتجاجٌ يُضيء قلبَ العتمة!

  خزائن البرق: احتجاجٌ يُضيء قلبَ العتمة!  "احتجاجٌ صامتٌ على الانهيار.. كبرقٍ يخزن نوره في أَعماقِ القشور" في زحمة الفوضى التي ان...