الأدب: لغة الروح التي لا يمكن قياس جمالها الأدبي!
في بعض
الأحيان، نواجه انتقادات من أصدقائنا حول مقالاتنا وكتاباتنا، حيث يعبرون عن رأيهم
بأنها طويلة جداً.
قد تبدو
مثل هذه الانتقادات محبطة، خاصة عندما ندرك أن الأدب ليس له معايير ثابتة، فهو لا يُقاس
كما يُقاس مقياس رختر للزلازل، فلكل نص وقصة طابعها الخاص وروحها التي تمنحها حياة.
عالم الأدب
هو فضاء رحب يتمتع بالمرونة والإبداع، لا يمكن وضعه في قوالب صارمة.
إن قيمة
العمل الأدبي الحقيقية تتجلى في مضمونه وعمق رسائله، وفي قدرته على نقل الأفكار والمشاعر
بصدق إلى القارئ.
ما يهم
في الأدب ليس عدد الكلمات، بل قوة الكلمات، ليس طول النص، بل صداه العميق في نفوس القراء.
عندما
نكتب، نبحث عن وسيلة نعبر بها عن أفكارنا وتجاربنا، وأحياناً تكون القصة الطويلة وسيلة
مثلى لاحتواء الأعماق، وأحياناً تكفي كلمات قليلة لتولد الأثر العميق، فالأدب ليس مجرد
كتابة، إنه أداة لتشريح الروح، ولإطلاق الخيال، ولخلق عالم موازي يعيش فيه القارئ بوجدانٍ
مشترك مع الكاتب.
على القارئ
أن يتجاوز النظرة السطحية وأن يحاول أن يرى الكتابة من منظور أعمق، ليكتشف زاوية الكاتب
ويقدر جهوده، ففي هذه الرؤية تتجلى أبعاد النص، ويتسنى للقارئ تذوق العمل الأدبي بكل
معانيه ومشاعره.
في
عالم يسعى فيه الكثيرون إلى الإنتاج السريع، يجب أن نولي اهتماماً خاصاً بعمق
الأفكار والمعاني، فالأدب الحقيقي هو الذي يلامس القلوب والعقول ويترك أثراً
دائماً.
علينا
أن نحتفظ بالشجاعة للتعبير بطريقتنا الخاصة، وأن نكتب بدون قيود تقليدية، وأن نرحب
بالنقد البناء الذي يثري تجربتنا ويمنحنا أدوات للتطور، فالكتابة رحلة مستمرة لا تقاس
بالمقاييس، بل بالأثر الذي تتركه في القلوب، لأنها تبقى في ذاكرة القارئ مثل أثر عطر
مرموق.
في النهاية،
لا يتعلق الأمر بطول المقال أو قصره، بل كيف يصل للقلب ويمس الروح، وكيف يكون رحلة
إبداع متواصلة تتجسد فيها الحرية والخيال.
جهاد
غريب
أكتوبر
2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق